دور الأهل في تنمية مهارات التواصل واللغة لدى الطفل ذي التوحّد

دور الأهل في تنمية مهارات التواصل واللغة لدى الطفل ذي التوحّد   أخصائي التواصل واللغة وليد محمد عبد الجواد   يعتقد بعض الأهالي أن تطوير مهارات التواصل واللغة لدى أطفالهم المصابين باضطراب طيف التوحّد مسؤولية الأخصائي وحده، في حين أن دور الأهل أساسي ومحوري في هذه العملية. فالمتابعة المستمرة داخل المنزل، وتطبيق استراتيجيات الأخصائي في الحياة اليومية، يسهمان بشكل مباشر في تعزيز المهارات التواصلية لدى الطفل، إذ لا تقتصر هذه المهارات على بيئة الجلسات العلاجية، بل تتطلب ممارسة يومية في سياقات طبيعية. تصورات الأهالي حول دورهم في تنمية مهارات الطفل تتنوع مواقف الأهالي تجاه تنمية مهارات التواصل لدى أطفالهم إلى ثلاث فئات:
  1. فئة ترى أن الأخصائي هو المسؤول الوحيد عن تعليم الطفل.
  2. فئة تدرك أهمية دورها لكنها تفتقر إلى المعرفة اللازمة للمساهمة بفاعلية.
  3. فئة غير متأكدة من كيفية تقديم الدعم في المنزل.
ورغم القلق الذي قد يشعر به البعض حيال هذه المسؤولية، فإن دمج استراتيجيات الأخصائي في الروتين اليومي يسهم في ترسيخ المهارات اللغوية وتعزيزها. فالأهل ليسوا بحاجة لأن يكونوا متخصصين في التخاطب، لكنهم يتمتعون بمزايا فريدة، مثل وجودهم الدائم مع الطفل، وقدرتهم على التفاعل معه بعمق، ومعرفتهم بتفاصيل شخصيته واستجاباته، مما يجعل دورهم أكثر تأثيرًا من أي جلسة علاجية محدودة. أهمية مشاركة الأهل في تنمية مهارات التواصل لا يمكن تحقيق تقدم ملموس في تنمية مهارات التواصل لدى الطفل من خلال جلسات علاجية أسبوعية فقط، بل يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا بين الأهل والأخصائي. وعندما يشارك الأهل بفاعلية في متابعة الأهداف العلاجية وتقسيم الأدوار، تصبح العملية أكثر تأثيرًا واستدامة.
  • أبرز الأساليب التي يمكن للأهل اتباعها:
  • دعم الأهداف العلاجية وتطبيقها في الحياة اليومية.
  • وصف الأنشطة اليومية والتفاعل معها لتعزيز فهم الطفل للكلمات والمفاهيم.
  • تعلم استراتيجيات فعالة في تعزيز التواصل وتطبيقها في المواقف المختلفة.
  • مراقبة تطور الطفل وتقييم التقدّم الذي يحرزه.
  • التنسيق المستمر مع الأخصائي لمراجعة الاستراتيجيات وتحديد الخطوات القادمة.
هل لمشاركة الأهل تأثير حقيقي؟ تشير الأبحاث إلى أن مشاركة الأهل تحدث فرقًا جوهريًا في تنمية مهارات الطفل، إذ يُظهر الأطفال الذين يتفاعل أهاليهم معهم بانتظام تحسّنًا أكبر مقارنةً بمن يعتمدون فقط على الجلسات العلاجية. فالآباء الذين يتعلمون استراتيجيات التواصل الفعّالة يطبقونها يوميًا، مما يعزز فرص الطفل لاكتساب اللغة في بيئات متعددة، ويسهم في ترسيخ المهارات وجعل استخدامها أكثر استدامة وطبيعية. كما يعد استغلال الروتين اليومي من أنجح الوسائل لتعزيز التواصل، حيث يتيح للطفل ممارسة مهاراته في مواقف مختلفة، مما يدعم استقلاليته اللغوية وتفاعله الاجتماعي. الخلاصة يعد دور الأهل في تنمية مهارات التواصل لدى الطفل أساسيًا ومؤثرًا، بل قد يفوق دور الأخصائي في بعض الجوانب. فكل لحظة في البيئة الطبيعية هي فرصة تعليمية، وكل تفاعل يومي يمكن أن يتحول إلى درس عملي في التواصل. ومن خلال التعاون المستمر بين الأهل والمتخصصين، يمكن تحقيق تقدم ملموس يعزز استقلالية الطفل ويؤهله للاندماج بشكل أكثر فاعلية في المجتمع، مما ينعكس إيجابيًا على جودة حياته ومستقبله.